كنيسة القيامة

كنيسة القيامة

الفناء المقدس

يقع الفناء المقدس امام المدخل الرئيسي من كنيسة القيامة المقدسة, طوله 20 متر. في القِدم استعمل هذا الفناء كمركز بيع وشراء منتوجات وهدايا تذكارية, اما اليوم فيستعمل فقط من قبل الطائفة الارثوذكسية في يوم الخميس الكبير, وفي يوم الجمعة العظيمة حيث تنتهي مسيرة طريق الالام التي تبدأ في سجن المسيح الموجود بجانب بوابة القديس ستيفانوس أو كما تسمى أيضاً دار الولاية.

في شرقي الفناء هنالك دير ابراهيم, في ركنه الشمالي الشرقي هنالك درج الذي يؤدي إلى الجلجلة, هذا الدرج يتمتع باهمية كبيرة كونه كان الدرج الذين استعمله ايراكيوس عام 629 ميلادي عندما ارجع الصليب المقدس الذي كان قد سرق على يد الفرس الذين اقتحموا المدينة المقدسة والاراضي المقدسة عام 614 ميلادي. تحت الدرج هنالك باب صغير يؤدي الى كنيسة القديسة مريم المصرية التي مُنعت بقوى غير مرئية دخول كنيسة القيامة المقدسة بسبب خطاياها الكثيرة. وبالجهة الغربية هنالك كنيسة القديس يعقوب أخو الرب, اول اساقفة اورشليم. وبجانب الكنيسة هنالك مصلى حاملات الطيب وهنالك أيضاً مصلى الشهداء الاربعين حيث يوجد ايضاً عظام بطاركة اورشليم. وفي جنوب الفناء المقدس هنالك ميتوخيو الجسمانية حيث أيقونة قبر والدة الاله.

الباب المقدس والعامود المشقوق

يدخل الزوار الحجاج كنيسة القيامة في أيامنا هذه عبر المدخل الوحيد المسمى بالباب المقدس. أبعاد هذا الباب نسبيا كبيرة، حيث يتجاوز ارتفاعه الخمسة أمتار وعرضه ثلاثة أمتار. صُنع هذا الباب من خشب الجوز والصنوبر ودُعم من الداخل بألواح من الحديد. نُقشت على مقبضيه القديمين كتابات عربية. فعلى المقبض الأيمن كتب: “أيها الزوار، متعوا رغبتكم، ادخلوا إلى بهجة الرب، إلى السماء المضيئة… أم الكنائس”. وعلى المقبض الأيسر كتب: “أيها الغرباء ادخلوا إلى باحة الرب، إلى قبر الحياة حيث يعيش الفرح ويسود النور المقدس”. بعد هذا المدخل في الاتجاه الشرقي، هناك باب آخر مماثل، أُغلق عام 1187.   تشكل هذه المداخل مجموعة أبواب الكنيسة وتحاط بأحد عشر عمودًا من الرخام الأبيض والأخضر وعلى رأسها وُضعت التيجان الكورنثية (من طراز كورنثي). على لوحة شبه دائرية فوق الباب المقدس كانت هناك لوحة منقوشه لقيامة لعازر، دخول يسوع المسيح المجيد إلى أورشليم، حوض الغسيل المقدس والعشاء السري. هذه النقوش موجودة الآن في متحف روكفلر في القدس. على لوحة المدخل المغلق كانت  شعارات، وتحتها أيقونة مريم العذراء المرصعة بالذهب، والتي بقيتْ قائمةً حتى عام 1801 وهي أيضًا معروفة من حياة القديسة مريم المصرية .

 قبل أن يدخل الزائر إلى الكنيسة يستطيع  أن يرى على اليسار العامود الأوسط مع وجود صدع (شق) طويل في جزئه السفلي. ووفقاً للتقاليد في سنة 1579م مَنعت السلطات التركية بطريركَ الروم الأرثوذكس من الدخول إلي القبر المقدس في سبت النور، ومنح الطائفة الأرمنية الدخول لتقوم بمراسيم فيض النور المقدس. فقام بطريرك الروم الأرثوذكس ولفيف من الأساقفة والكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين بصلاة فيض النور في خارج كنيسة القيامة. فما أعظم أعمالك يا رب، رغم محاولات بطريرك الأرمن اليائسة، لم يُضئ النور المقدس في الضريح المقدس ولا في أي مكان آخر في داخل الكنيسة. وبدلا من ذلك انشقّ العمود الأوسط من الناحية اليسرى لباب الكنيسة الرئيس وفاض النور منه. امير تونوم شهد هذه المعجزة، ومن عجبه صرخ قائلا: “عظيم هو إيمان اليونانيين” وقد كلفه هذا الكلام حياته .

وحين بلغ السلطان خبرُ المعجزة أصدر مرسومًا (الفرمان) مانحًا بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية الحق الحصري ليقوم بمراسيم فيض  النور المقدس. أما الأرمن فقد حافظوا بطبيعة الحال على تفسيرهم الخاص لهذه المعجزة (انشقاق العامود)، وهو أنه بقي في خارج الكنيسة بعض الحجاج الفقراء الذين لا يستطيعون تقديم المطلوب “التبرع”، وهكذا، فإنّ المساعدة والعناية الإلهية قد وفرت لهم النور المقدس من خلال شق العمود .

يبقى الباب المقدس في الليل مغلقًا، أما المفاتيح فهي مع عائلة مسلمة مؤتمنة على مفاتيح الكنيسة ومحتفظة به وراثيًّا. إذا رغبت طائفة ما في فتح الباب المقدس لأداء خدمة أو لأسباب أخرى، فإنها تطلب من البواب الذي بدوره يقوم بفتح الباب ويبقى هنالك حتى انتهاء الحدث وبعد ذلك يقفله ويغادر. لكن فتح الباب وإغلاقه بشكل رسمي يتم بحضور البواب الأرثوذكسي، وهذا الشيء متبع بعد اتفاق .

 

موضع إنزال الجسد المقدس عن الصليب

عند الدخول الى الكنيسة من بابها الرئيسي يرى الزائر مكان إنزال جسد السيد المسيح الطاهر عن الصليب المقدس, والذي اخذ الشكل الذي هو عليه الان بعد الترميم الشامل الذي نفذ في عام 1810 تحت اشراف ونفقة بطريركية الروم الارثوذكسية. وفقا للسرد الوارد بالاناجيل (متى 28, 57 – 61, مرقص 15 : 42 – 47, لوقا 23 : 50 – 55, يوحنا 19 : 38 – 42), فان يوسف ونيقوديموس, بمجرد ان أخذا ألإذن من بيلاطس البنطي بدفن يسوع المسيح, قاما بانزال جسد المسيح ودهنه بالطيب ودفنه في “القبر الجديد”, وهكذا يطلق على هذه الصخرة “حجر التطييب”, لان عليها تم إنزال وتجهيز جسد المسيح الطاهر للدفن. تحت الرخام الموجود هذه الايام هنالك جزء من الصخرة الطبيعية او الصخرة الاصلية التي عليها وُضع جسد المسيح الطاهر, وهنالك ايضا اجزاء اخرى نُقلت في البداية الى افسس وبعد ذلك الى القسطنطينية, حيث قام الامبراطور عمانوئيل الاول بوضعه في القصر الامبراطوري, وبعد ذلك بالقرب من قبره, في دير ضابط الكل “بندوكراتور” في القسطنطينية.

وفقا للتقاليد, الجزء الاصلي من “حجر التطييب”, الذي مازال في مكانه الاصلي تم تغطيته فيما بعد بقطعة كبيرة من الرخام, حتى تحميه من الزوار الذين اعتادوا على قطع اجزاء منه, للحماية من الشر او للبركة. تحطّم الرخام الذي كان يغطى “حجر التطييب” نتيجة سقوط عمود بسبب الحريق الكبير الذي نشب عام 1810, حيث تم استبداله بالرخام ذى اللون الابيض والارجوانى الذي يشاهده الزائر الان.

هذه القطعة من الرخام, التي تأخذ شكل شبه منحرف, طولها خمسة امتار وسبعين سنتمتر, عرضها متراً وثلاثين سنتمتر, وترتفع بمقدار ثلاثين سنتمتراً عن ارضية الكنيسة, ويوجد نقش في الاربع جهات عليه النص التالي: “ان يوسف المتقى, احدر جسدك الطاهر من العود ولفه بالسباني النقية وحنطة بالطيب واضجعه في قبر جديد”.

يوجد على جانبي قطعة الرخام ستة شمعدانات, ثلاثة من كل جانب, اثنين منها للاثوذكس, اثنين للاتين واثنين للأرمن, بينما كان يوجد في الماضي ستة شمعدانات أخرى اكبر حجماً, بذات التقسيم والنسب بين الثلاث طوائف. ترتفع فوق قطعة المرمر ثمانية قناديل بيضاء رائعة, منها اربعة قناديل تابعة للارثوذكس, اثنان منها للارمن, واحد للاتين والاخر للاقباط, هنا يقوم جميع الحجاج بالصلاة ساجدين, استعدادا للتوجه الى المزارات الاخرى الموجودة في الكنيسة.

يوجد على الجدار الذي يقع في الخلف, والذي يشكل الجهة الجنوبية لكنيسة “صحن نصف الدنيا” او “الكاثوليكون” عمل فني رائع من الفسيفساء, الذي يظهر لنا الاحداث الاخيرة قبل القيامة,  ويرجع الى عام 1993 بفضل اهتمام بطريركية الروم الارثوذكسية في عهد البطريرك ذيوذوروس. هذا الجدار مغطى حتى اعلى نقطة له بالفسيفساء وعقود من الرخام, شيء يعطي بهاءً خاصاً ومهابةً يشعر بها كل من يقصد هذه الكنيسة المقدسة. كما ووضعت في الجدار الشرقي لوحة من الرخام, نقش عليها نص من الانجيل يصف الانزال عن الصليب.

موضع الجلجلة

نشاهد في الجهة الشرقية لموضع إنزال الجسد المقدس عن الصليب, درج شديد الانحدار, الذي يصل الى منطقة الصليب االمحيي موضع صلب وموت السيد المسيح الذي غفر بدمه الكريم خطايا البشرية بعمل الفداء, وهو وضع الجلجلة او الجلجثة بالعبرية أو موضع الجمجمة حسب ما ذُكر في إنجيل يوحنا البشير, توجد ايضا ثلاثة من الدرج التي تصل الى هنا, احدها موجود امام مدخل الجهة الجنوبية من صحن كنيسة نصف الدنيا اي الكنيسة الرئيسية “الكاثوليكون”, الثاني من الباب المقدس للكنيسة الرئيسية “الكاثوليكون” والثالث من القسم الجنوبي الشرقي للكنيسة.

تقع الصخرة بالجهة الجنوبية الشرقية من صحن كنيسة نصف الدنيا “الكاثوليكون” وترتفع بمقدار اربعة ونصف امتار عن ارضية الكنيسة, حيث توجد بشكلها الكامل اسفل التغطية الرخامية التي يشاهدها الزائر اليوم. في التصميم الاول للمكان المقدس, الذي يعود الى عصر الامبراطور قسطنطين الكبير, كانت تلة الجلجلة تقع ضمن الركن الجنوبي للبهو الداخلي, ووفقاً للمصادر الموجودة  كان يوجد في هذا الموضع صليب كبير مرصع بالاحجار الثمينة, هبة من الامبراطور البيزنطي ثيوذوسيوس الثاني عام 420. خلال النصف الثاني من القرن السادس كانت صخرة الجلجلة مكشوفة  فتم وضع حاجز مشبك مصنوع من الذهب والفضة حول الصليب الذهبي, حيث كان المؤمنون يسجدون عنده.

عندما قام البطريرك موذيستوس بتجديد الكنيسة, صنع مضلة فوق الجلجلة, استمرت حتى القرن الحادي عشر, حيث اقيم حائط في الجهة الشرقية للجلجلة, وفي الجهة الجنوبية من هذا الحائط قام الصليبيون بفتح مدخل, أصبح اليوم بعد تعديله مجرد نافذة, في ذات العصر تم تقسيم المساحة التي تشكلت فوق قمة التلة الى قسمين مستطيلين متوازنين, ذات سقف مقوس باقبية مصلبة, فأصبحت هنالك كنيستين فرعيتين, الشمالية منهما تابعة للروم الارثوذكس والجنوبية تابعة للاتين.

في القسم الشرقي من الكنيسة الفرعية التابعة للروم الارثوذكس, اسفل المائدة المقدسة, التي ترتكز على اعمدة صغيرة ولا توجد عليها اية اغطية, حتى تترك مساحة حرة امام سجود المؤمنين, نجد نقشاً مستديراً على الصخرة,وهو المكان حيث كان موضع صليب الرب يسوع المسيح, ويوجد فوق هذه النقطة طبق مزخرف مصنوع من الفضة, مقسم سطحه الى خمسة اقسام تمثل احداث في الام السيد المسيح, بينما يحيط به حُلية زخرفية على الطراز اليوناني القديم يطلق عليها طراز “مينانذروس”.

حول رخام المائدة المقدسة, يوجد النص التالي: بدمك المقدس المسفوك ايها السيد المسيح من جنبك الطاهر وفدائك القابل للحياة, انتهت كافةً الذبائح الى الاوثان, وتسيج لفدائك كل الارض.

توجد بجوار المائدة المقدسة, في القسم الشمالي من الكنيسة الفرعية, مائدة التقديم, التي تاخذ شكل مظلة مفرغة, والتي تستند على اعمدة عليها النص التالي: 1842, يا فاعل الخلاص في وسط الارض, ربنا يسوع المسيح, عندما مددت أيديك الطاهرة على الصليب وجمعت كافة الامم التي تهتف لك, المجد لك يا رب.

يوجد خلف المائدة المقدسة, مشهد يمثل يسوع المصلوب, بالحجم الطبيعي , بينما توجد اسفل الصليب السيدة والدة الاله ويوحنا التلميذ المحبوب. ملابس هذه الوجوه مغطاه بالفضة وتوجد خلفها ايقونات صغيرة تمثل مشاهد من الام السيد المسيح, تتوسطها ايقونة كبيرة للمسيح الذي يسير الى الالام, داخل اطار ذو نهاية مقوسة. جميع هذه المشاهد مغطاه بالفضة, ويوجد على جانبيها عدد من الاسرجة الكبيرة.

يضفى المكان الى الزائر مهابة روحية حيث يقع في الموضع الحقيقي “خارج البوابة” حيث تالم المسيح. كما ويشاهد الزائر بين الكنيسة الفرعية الارثوذكسية والكنيسة الفرعية اللاتينية, على صخرة الجلجلة الشق المعروف باسم “شق الساعة التاسعة” وما هو الى الشق الذي حدث وفقا للوصف الوارد في الانجيل في اللحظة الاخيرة عندما اسلم السيد المسيح الروح على الصليب. انه عبارة عن شرخ غائر, يصل عرضه الى 12 سم في بعض نقاطه, وحصل هذا جراء هزة ارضية زلزلت المكان, يذكرها المؤرخان الرومنيان تاكيتوس وسيتونيوس, تسببت هذه الزلزلة في شق الجزء العلوي من الصخرة الى قطعتين, وفقا لما ورد في الانجيل (متى اصحاح 27).

تقع الكنيسة الفرعية التابعة للاتين, وفقا للتقليد المتوارث, في المكان الذي وضعوا فيه مسامير السيد المسيح على الصليب, هنالك عمل من الفسيفساء, يمثل هذا المشهد, ويقع في الكنيسة خلف الهيكل الرئيسي. توجد على اليسار ايقونة لوالدة الاله بينما تتلقى ضربة حربة, ترمز الى آلام السيد المسيح, وتعتمد على وصف وارد في الانجيل (لوقا 2:35)  “وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف، لتعلن أفكار من قلوب كثيرة”.

توجد مساحة خلف الجدار الجنوبي للكنيسة الفرعية للاتين, حيث ينتهي اليها سلم يصل من الساحة المقدسة, التي تقع على يمين مدخل الكنيسة, وفقا للتقليد, من هذا الدرج صعد الامبراطور ايراكليوس (هيرقل) الى الجلجلة عاري الراس وحافي القدمين, ليرفع الصليب المقدس الذي استعاده من السلب الفارسي, في عام 629, وهو الحدث الذي تحتفل به الكنيسة الارذوكسية سنويا, يوم عيد رفع الصليب المقدس (14 سيبتمبر).

من الجدير بالذكر ايضا هنا الى انه في الفترة ايار حتى اكتوبر 1988, في عهد البطريرك ذيوذوروس, تمت اعمال تتعلق بنزع البلاطات التي تغطي صخرة الجلجلة وتنظيف حشوات الجبس الموجود اسفل البلاطات. هذا العمل اقيم تحت اشراف الاستاذ الجامعي جورج لافاس والمهندس المعماري ميتروبولوس, واثناء هذه الاعمال تم اكتشاف الشق الذي سبق ذكره وقاعدة حجرية مستديرة, خلف مركز المائدة المقدسة, حيث من الواضح انها كانت موضع الصليب المقدس, او ربما تدل على المكان الاصلي للموت على الصليب, حيث كانت توضع هناك في السنوات الاولى نماذج للصليب المقدس, كذلك وجد على يسار المائدة المقدسة طلاء بلون الذهب الابيض عليه صلبان منقوشة, بالاضافة الى اجزاء من ارضيتين متعاقبتين وجزء من جدار مائل ذى اتجاه من الشمال الى الجنوب, مستمر اسفل المائدة المقدسة, جميع ذلك يتطابق مع المعلومات الواردة في المصادر الموجودة اليوم عن تصميم المكان المقدس. على مدار الزمان الذي نتحدث عنه الان, وبالربط بالشهادات التاريخية والتراث الحي لكنيسة أورشليم, لا مجال في التشكيك ان الجلجلة الموجودة داخل الكنيسة هو موضع صلب ربنا يسوع المسيح.

القبر المقدس

يوجد في ” قلب ” كنيسة القيامة , القبر المقدس , ” الخليقة الجديدة “, الذي صار ” فارغا ” بعد قيامة السيد المسيح فتغير بذلك مجرى التاريخ العالمي ومسيرة الانسانية . ان اللحظة التي يتواجد فيها الزائر الحاج أمام المقصورة المقدسة , لا تعد فقط , من نواحي كثيرة , اهم لحظة في الحياة الروحية , بل في وجود المسيحي في حد ذاته . لهذا نقوم بتناول جميع الأمور التي تتعلق بالقبر المقدس في فصل خاص سوف يرد ما يلي : 

معلومات تاريخية عامة 

 في الغرب من ” كنيسة نصف الدنيا ” في كنيسة القيامة , أسفل قبة الكنيسة , نوجد المقصورة المقدسة , فوق قبر المسيح . انه القبر المقدس , المحج الرئيسي بكنيسة القيامة , وامنية كل مسيحي الذي يريد ان يتواجد في هذا المكان حيث انتصر نور المسيح على ظلام السقوط , الهلاك والموت . 

لقد اخذ الشكل الحالي , الذي يشاهد الزائر منذ 1810 , بعد الحريق الكبير الذي نشب في عام 1808 . لقد اخذ هذا المكان اشكالا كثيرة , وطرأت العديد من التصميمات المعمارية , على مدار القرون العشرين التي مرت منذ صلب وقيامة السيد المسيح . 

كان القبر الاصلي , وفقا لما ورد في الانجيل , عبارة عن قبر منحوت بالصخرة , علر اساس التقليد اليهودي السائد في ذلك العصر . كما ذكرنا في السابق , بعد العثور عليه من القديسة هيلانة , تم تهذيبه باسلوب يسمح له الاستقلال عن بقية الكتلوة الصخرية التي كان يتبع لها في الاصل والتي تم تسويتها من اجل سهولة اقامة المزارات الدينية والمباني الكنيسة التي شيدها الامبراطور قسطنطين الكبير . 

يتحدث افسيفيوس من القيصرية عن الاعمدة الجميلة التي كانت تزين القبر المقدس , اثناء المرحلة الخاصة بالامبراطور قسطنطين. تصف الرحالة ” ايثيريا ” ( أو ايجيريا ) القبر المقدس بأنه موجود داخل بناء اخر من اجل حمايته . وفقا لمصادر لاحقة , كان القبر المقدس في البداية طلقا , عليه سقف ذو ثمانية اضلاع , من صنع النحاتين الذين نحتو الصخرة الاصلية . من المفروض انه احتفظ بالشكل الذي يرد في مصادر من القرنين السادس والسابع , حتى تدمير الكنيسة من الخليفة الحاكم , في الفترة من 1009-1012 . كان القبر المقدس يوجد في وسط مكان فسيح, منحوتا في صخرة يحيط بها جدار , بينما كان يوجد فوقه شكل مظلة مفرغة تستند الى دعائم بارعة . 

وقد ادى التدمير الذي حدث في اوائل القرن الحادي عشر , كما ذكرنا , ادى الى تسوية الصخرة وتدمير المائدة التي كانت موجودة . نتيجة لذلك , في اطار اعمال الترميم والبناء التي قام بها الامبراطور قسطنطين التاسع مونوماخوس , في الفترة من 1042-1048 , تم اقامة بناء مستطيل حول القبر المقدس , حيث كان على شكل نصف دائرة متعددة الاضلاع في جهته الغربية , وتحيط به دعائم ملتصقة في جدرانه المغلقة . 

لقد ادى حريق عام 1808 الى تدمير البناء القديم الذي كان يحمي القبر المقدس . في اطار اعمال الترميم التي تمت بالكنيسة , قامت امة الروم بالمساهمة لاقامة المقصورة التي يشاهدها الزائر الان , من الواح من الحجر المحلى ذو اللون الابيض والاحمر , في الجهة الغربية للبناء الدائري ” روتوندا ” . هكذا يعد الروم الارثوذكس , اي اخوية القبر المقدس وبطريركية اورشليم للروم الارثوذكس , تاريخيا , الجهة الوحيدة التي قامت بالترميم , واصحاب الحق في حيازة هذا المزار المقدس . ويدل على ذلك وجود حارس من الروم الرثوذكس عند مدخل المقصورة المقدسة , لتنظيم دخول الحجاج , ويعتني بممارسة حقوق اخوية القبر المقدس والحفاظ على الوضع السائد في المقدسات الدينية. 

المقصورة المقدسة من الخارج 

يوفر لنا احد النصوص الموجودة هنا , المنقوش على الواجهة , معلومات عن الترميم الذي ترتب عليه الشكل الحالي للقبر المقدس : تم اعادة بناء مقصورة القبر المقدس من اساساتها بمساهمة الروم الارثوذكس , في عهد البطريرك كيريوس بوليكاريوس في شهر مارس , من عام 1810 . 

تتمثل العناصر الزخرفية الساسية التي تزين الجهات الخارجية للمقصورة المقدسة في الاعمدة , العضائد والاقواس التي تعلوها . وتتميز المقصورة المقدسة بالزخرفة المنحوتة داخل وخارج المزار المقدس . توجد عند عتبة الباب الوحيد الموجود بالمقصورة نص يتضمن اسم هذا المعماري الموهوب في عصره , الذي صمم وبنى المقصورة المقدسة : المعماري الملكي ختزى كومنينوس 1810 . 

يوجد الباب الوحيد للمقصورة في جهتها الشرقية . 

لقد انقذ الباب الخشبي القديم , المطعم بالصدف , من حريق عام 1808 , وهو محفوظ الان بمتحف البطريركية . يتميز الباب الذي يغلق الان مدخل المقصورة بوجود مقارع فضية رائعة , مكتوب عليها العبارات التالية : على اليمين : افتح لنا يا رب باب رحمتك على اليسار : وانظر من مسكنك المقدس . 

توجد في واجهة المقصورة اربعة اعمدة صغيرة ذات قطعة واحدة من اللون الابيض الارجواني , تعلوها تيجان ذات طراز كورنثي . يوجد فوق المدخل نقش بارز يمثل قيامة السيد المسيح , التي تتميز بالطلاء الفضي الذي اضيف عليها في فترة لاحقة . يوجد فوق هذا المشهد , نقش يتضمن النص التالي , على هيئة لفافة مخطوط : 

نقف امام قبرك القابل للحياه نحن غير المستحقين ونمجد لرحمتك التي لا توصف , ايها المسيح الهنا . بينما في صورة لفافة مخطوط اصغر , في الجزء الاسفل من هذا المشهد يوجد النص التالي :  

ان قد راينا قيامة المسيح فلنسجد للرب القدوس يسوع البريئ من الخطأ وحره . 

يتدلى امام مشهد القيامة اثنا عشر قنديل فضة دائم الاشعاع , التي تضيئ بعناية الارثوذكس , اي اخوية القبر المقدس. يتبع القنديل الكبير الذي يضيئ امام المقصورة المقدسة الارثوذكس ايضا . يوجد كذلك على جانبي المدخل شمعدانات بارعة من المرمر , عليها النقش التالي : 

ملك واهداء الى المسيح من اروم الارثوذكس . 

الذي يدل على حيازة الروم الارثوذكس لهذا المحج المقدس للمسيحية .اجمالا , يوجد على جانبي المدخل , اثنا عشر من الشمعدانات , ستة كبيرة وستة صغيرة , موزعة بالتساوي فيما بين الارثوذكس واللاتين والارمن . في وسط الواجهة , فوق القناديل , يمسك ملاكان بالتاج الملوكي , بينما توجد على الجانبين , داخل اطار مستطيل , النصوص التالية : 

في المكان المقابل في الجهات الثلاثة الاخرى للمقصورة , توجد اطر مستطيلة منقوشة , عليها الكتابات التالية : 

حتى نسجد جميع المؤمنين لك ايها القبر القابل للحياه . حيث انه دفن بك واقام المسيح ربنا الحقيقي . يا جميع من تشكون في قيامة الاموات اقتربوا من قبر المسيح واعلموا ان الجسد قد مات وقام المسيح الواهب الحياه , تاكيدا للقيامة التي نامل بها . 

في الجهة المقابلة من الجوانب الثلاثة الاخرى , للمقصورة المقدسة توجد اطر مستطيلة , منقوش عليها النص التالي: 

سبحوا ايها الامم والشعوب للمسيح الهنا الذي احتمل الصليب مختارا من اجلنا ونزل الى عالم الاموات ثلاثة ايام . واسجدوا الى قيامته من عالم الاموات التي تنير العالم اجمع . 

توجد بجوارها تضرعات تذكارية , التي تعد تذكارا لبقية العمال والمعلمين من الصناع الذين عملوا في بناء المقصورة المقدسة , حيث نجد النص التالي : اذكر يارب عبيدك ختزى لازاروس ذوفارتزي بن ثيئوذوروس من بلدة لوفروكولوموغلو وختزى سوفاتزي . واذكر يارب عبدك انطونوعلو , ختزي بوتوس من بلدة القديس سطفانوس بالقيصرية وختزي الياس يوحنا (…) 

(ملحوظة : ختزي لازاروس بمعنى الحاج او المقدس لعازر , ختزي سوفاتزي او الحاج /   المقدس سوفاتزي , ختزي الياس او الحاج / المقدس الياس …) 

يجب ان نشير الى انه في واجهة المقصورة المقدسة , قد تمت  اضافات في عهد لاحق , من اللاتين والارمن . فقد وضع اللاتين لوحة زيتية كبيرة تمثل القيامة , فوق الايقونة البارزة المذكورة سابقا , بينما وضع الارمن رسم بارز في الاسفل . تشتعل امامها سبعة قناديل تابعة للاتين واثنا عشر قنديل اصغر , تابعة للارمن , مما يؤثر في الشكل الاساسي للبناء ويغطي على جزء من النقوش اليونانية القديمة . 

يوجد عند قمة المقصورة دربزين , يشمل عضائد حجرية واعمدة صغيرة , وعند هذا الارتفاع , في وسط الواجهة نقشت عين بارزة , فوق شكل زهرة زخرفية . توجد عند قاعدة الدربزين شكل اكليل يتكون من تيجان الدعائم الزخرفية للدعامات الخامية . فوق المقصورة الرئيسية , اقيمة قبة من الرصاص , تستند الى دربزين من الاعمدة الصغيرة والدعائم . هذا الدربزين يستند بدوره , على اكليل معقود . تتميز كافة العناصر الزخرفية للمقصورة المقدسة , التي تاخذ شكل الكنيسة , بالحس الجمالي الوجيد الذي يتعلق يالتصميم والتنفيذ الرائع . 

داخل المقصورة المقدسة – الحجر المقدس 

ينقسم داخل المقصورة المقدسة الى قسمين . يطلق على الغرفة  الاولى للقبر المقدس , اسم ” الحجر المقدس ” أو ” كنيسة الملاك “. هنا , في وسط الغرفة , بداخل صندوق رخامي , يستند الى مائدة حجرية مربعة الشكل , توجد قطعة من الحجر الذي كان يجلس عليه , الملاك الذي ابلغ النساء حاملات الطيب بنبأ قيامة السيد المسيح , كما ورد في الانجيل . تمتد الكتابة حول الاربعة جهات للصندوق : 

لأن ملاك الرب نزل من السماء وجاء ودحرج الحجر عن باب القبر . 

توجد في سقف الغرفة قبيبة ذات ثقب من اجل تهوية المكان . يتدلى من السقف خمسة عشرة قنديلا , خمسة منها تابعة للروم الارثوذكس , خمسة منها تابعة للاتين , اربعة منها تابعة للأرمن وقنديل تابع للأقباط . يوجد على الجدران قشرة رخامية رائعة, بينها الارضية مفروشة بقطع رخام ذات الوان مختلفة . هنا , فوق حافظة الحجر المقدس , يقام كل ليلة , قداس من الارثوذكس , لاعداد الغفيرة  من الحجاج , حيث يقوم بالصلاة اسافقة وكهنة من جماعات الحجاج , بالاضافة الى اباء من اخوية القبر المقدس . 

 اثناء اداء القداس الالهي , يستخدم القبر المقدس كمائدة تقدمة, والحجر المقدس كمائدة مقدسة , بعد اضافة حولة مائدة خاصة متنقلة , صنعت خصيصا لاقامة سر الشكر الالهي ” الافخريستا ” . 

يوجد على جدران الغرفة فتحتان شكل بيضاوي , يخرج منهما النور المقدس بعد فيضه الاعجازي , في ظهر يوم السبت العظيم ( سبت النور ) . الباب المنخفض الذي يؤدي الى غرفة القبر المقدس , غني بالنقوش الزخرافية . في الجزء الاعلى تم نقش الحجر وحاملات الطيب , على اليسار , بينما على اليمين نجد رئيس الملائكة جبرائيل , بينما الشخصيات تتأكد من النقوش التالية : مريم ام يعقوب سالومي مريم المجدلية رئيس الملائكة جبرائيل . 

وكتابة تمد فوق شريط تتضمن النص التالي : 

يا حاملات الطيب لماذا تطلبن الحي بين الاموات ؟ لقد قام الرب . 

توجد فوق هذه المشاهد ايقونة قيامة المسيح , واعلاها ملاكان يحملان البوق , ونقش يحمل العبارة التالية : 

من هذا الباب يدخل الحاج الى غرفة الدفن , الى القبر المقدس . 

القبر المقدس قابل للحياة  

 يتكون القسم التاني من المقصورة المقدسة من غرفة مستطيلة منحوتة في الصخرة , حيث تم تغطية جدرانها بالرخام. يؤدي المكان الذي وضع به جسد المسيح الطاهر , في الجزء الشمالي من الغرفة , وتم تغطيته في جهته الرئيسية وجزئه العلوي , بالواح من الرخام الابيض . يوجد على جدارة بالنقش البارز لوحة القيامة . يحيط بالمسيح القائم من الاموات ملاكان عند القاعدة وملاكان بالاعلى , يمسكون اكليلا , بينما على الجنبين توجد العبارة التالية : انتن تطلبن يسوع الناصري المصلوب ؟ قد قام . ليس هو هنا . هوذا الموضوع الذي وضعوه فيه .  

توجد بالقبر المقدس شموع مشتعلة باستمرار وثلاثة واربعون قنديل  دائمة الاشعاع , منها ثلاثة عشر من القناديل تابعة للأرثوذكس , ثلاثة عشرة تابعة للاتين , ثلاثة عشرة للأرمن واربعة قناديل تابعة للأقباط . كذلك , يوجد في الجزء الغربي من المقصورة المقدسة , من الخارج , كنيسة صغيرة ( مصلى ) تابعة للاقباط , اما بداخل القبر المقدس فان اللاتين , ايضا , يقومون باداء الصلوات . رغم ان جميع الطوائف لها حقوق بالقبر المقدس , الا ان وضع الارثوذكس هو السائد , وتقوم بطريركية القدسللروم الارثوذكس واخوية لقبر المقدس بالدور الاساسي في اقامة طقوس العبادة في اقدس مكان للمسيحية , وفقا لما ذكرناه بالتفصيل فيما سبق . 

توجد في الجزء العلوي من الغرفة حلية رخامية , تحتوي على افريز , مكتوب عليه الطروبارية التالية التي ترتل في صلاة السحر ( سحرية ) عيد الفصح المقدس : 

لقيامتك ايها المسيح مخلصنا , الملائكة في السماء يسبحون , فاهلنا نحن ايضا الذين على الارض ان نمجدك بقلب نقى . 

لقد وضع اللاتين ابقونة بارزة تمثل القيامة بجوار ابقونة الارثوذكس المذكورة , بينما وضع الارمن من الناحية الاخرى للايقونة , لوحة زيتية تابعة لهم . 

يوجد في نقطة اعلى بالقبة الطروبارية التالية للقديس يوحنا الدمشقي :  

ايها المسيح ان قبرك الذي هو ينبوع قيامتنا , قد ظهر بالحقيقة حاملا الحياة , وهو ابهى من الفردوس وجمل من كل خدر ملوكي . 

اخيرا فوق المدخل , نقش صانع المقصورة المقدسة ختمة الذي يعد في ذات الوقت تضرعه الشخصي :  

1810 . اذكر يارب عبدك الصانع الملكي ختزي كومنينوس الميتيليني .  

صحن الكنيسة الرئيسية “ كنيسة نصف الدنيا”

عندما نترك المقصورة المقدسة للقبر المقدس , التي سنتحدث عنه بالتقصسل في الباب التالي, يشاهد الزائر , في الجهة الشرقية , كاثوليكون كنيسة القيامة.يعد هذا المكان المقدس الكنيسة الرئيسية للأرثوذكس داخل مجمع المباني لكنيسة القيامة المقدسة ,حيث يوجد في الرواق الأوسط منها . كانت الكنيسة الرئيسية “كنيسة نصف الدنيا ” أو ” الكاثوليكون” في البداية عبارة عن الرواق الأوسط من الكنيسة ذات الثلاث أروقة , التي بناها الصليبيون على الطراز البازيليكي في عام 1130 , فوق جزء من الفناء الذي كان يربطبين روتوندا القبر المقدس (الكنيسة المستديرة)وكنيسة العثور على الصليب المقدس,ذات الطراز البازيليكي ,التي كان بناها الامبراطور قنسطتطين الكبير .

في بعض المصادر ,نجد صحن كنيسة القيامة “الكاثوليكون” ,ولا سيما كرة رخامية يطلق عليها “أومفالوس”(السُرة) ,التي يشاهدها الزائر فور دخوله المكان, حيث تعد “سرة الأرض”. ويطلق الأورثودكس العرب على هذا الموضوع “نصف الدنيا”. وهذا التقليد يعتمد على نصوص المزامير (مزمور 74,12) ومن معتقد يهودي , يرويه المؤرخ فلاقيوس يوسيبوس, حيث يقول أن نعبد أورشليم هو “سرة الأرض”. على ذات المنوال ,الذي يعتمد على مفهوم أنها مركز المسيحية الروحي , وصل هذا المعتقد الى المسيحيين في نظرتهم الى كنيسة القيامة .

اليوم , تتكون الكنيسة من مساحة كبيرة, ذات شكل متوازي, عليها قبة كبيرة تستند على أربعة أعمدة ذات تيجان على الطرازالكورنثى. يصل ارتفاع القبة الى تسعة وعشرين متر وبالاضافة الى الأقواس والقباب الصغيرة,حيث تعد أقدم المباني القائمة بالكنيسة الرئيسية “الكاثوليكون” أي “كنيسة نصف الدنيا”.

بينما تعد الأجزاء الجانبية,حنية الهيكل المقدس وحامل الأيقونات الرخامي , من الأعمال الأحدث التي ترتبط بتجديد الكنيسة الذي تم في عام 1810, من المهندس كومنينوس الميتيلينى , الذي ذكرناه فيما سبق.

يوجد مدخل كنيسة نصف الدنيا  أمام المقصورة المقدسة , التي تتكون من باب معروف باسم “القوس الملوكى”, حيث يجد أعلاه نص منقوش على الحجر : افرحي وتهللي يا عروس الملك العظيم يا من تتحلين بجمال ختنك وتهتفين مع شعبك , نمجد لك أيها القابل للحياة . أيضا فوق “القوس الملوكى”,أمام المقصورة المقدسة ,رسم صليب بحربة واسفنجة, وحوله العبارة التالية : يسوع المسيح المنتصر .الصانع ختزي كومنينوس 1810.

توجد على جانبى المدخل شرفتان صغيرتان ,ذات زخرفة رائعة ,التي تستعمل كشعارى للنساء بصحن الكنيسة “الكاثوليكون”,التي تمتلئ بالمؤمنين أثناء الصلوات والقداسات التي تقام بالمقصورة المقدسة ,وصحن الكنيسة الرئيسية “الكاثوليكون”.   عند قاعدة “القوس الملوكى” ,داخل دوائر ,هناك العبارة التالية : الروم (على اليمين) قاموا ببناء القبر المقدس .1810 . (على اليسار ) .

حيث تدل على الدور الذي لعبه جنس الروم في بناء كنيسة القيامة والقبر المقدس , بالاضافة الى الحقوق السيادية على المزارات الدينية بالقدس والأراضي المقدسة . تتضمن القبة الرئيسية , المعروفة باسم “قبة الكاثوليكون” أو “القبة الصغيرة ” , للتفرقة بينها وبين القبة الكبيرة بالبناء المستدير “الروتوندا”, الذي يوجد فوق المقصورة المقدسة ,تتضمن زخرفة من الفسيفساء , وهو عمل حديث تم بفضل اهتمام أخوية القبر المقدس وبطريركية القدس للروم الأرثودكس. كما هي العادة في زخرفة الكنائس الأورثودكسية ,نجد في الوسط صورة ضابط الكل “بندوكراتور”, الذي يتقبل شفاعة العذراء مريم ويوحنا المعمدان , يحيط بهم الملائكة والأنبياء ,بينما توجد في المثلثات الدائرية , أسفل القبة , صور الانجيليين الأربعة.

تجدر الاشارة الى العرش البطريكي الخشبي , على اليمين, والعرش والذي يجلس عليه الأسقف الذي يرأس الصلاة , من بطريركية أورشليم للروم الأورثودكس , الذي يتولى رئاسة اقامة الصلاة والخدمة الكنسية عند غياب البطريرك. يرتفع باب الهيكل المقدس بمقدار متر تقريبا عن أرضية صحن الكنيسة “الكاثوليكون,وينفصل عنه بواسطة حامل أيقونات رخامى باهر. يتكون حامل الأيقونات هذا من سبعة أقواس , موضوعة في نسقين , ذو ثلاثة أبواب , بابان جانبيان وباب في الوسط , الذي يعد الباب الرئيسي للهيكل . في العمود الصغير الموجود في نهاية حامل الأيقونات ,نقش النص التالي : ” افرحي يا صهيون يا أم الكنائس المقدسة مسكن الله لأنك أول من نال صفح الخطايا بالقيامة.

الأيقونات السيدية الكبيرة الموجودة بحامل الأيقونات ,هي أيقونات مذهبة, وتعد أعمال رائعة من القرن التاسع عشر .نوجد في صحن الكنيسة الكاثوليكون نصوص أخرى تهم الزائر : في الباب الجنوبي ,في رخام بيضاوى الشكل,فوق القوس, يوجد النقش التالي : “لقد أحياني من جديد نسل الروم الأرثوذكس. بينما أحرقني الهراطقة غير الأتقياء . وقد قمت من أنقاضي , بالرونق الذي تشاهدونه في عهد البطريرك كيريوس بوليكاربوس , في شهر أغسطس من عام 1810 .

في الموضع المقابل بالباب الشمالي , يوجد النص التالي : أحرقوني في شهر سبتمبر من عام 1808 ,في ليلة يوم الأربعاء . بدأت أعمال اعادة اعمارى في عام 1809 , في عهد الوكيل البطريركي ميصائيل , أسقف بترا , يوم الأربعاء الموافق الرابع من أغسطس .          عند  دعامة القنبيل (المنبر , الأمبون) الذي يقع على اليمين وذلك الذي يقع على اليسار , نقشت العبارة التالية: الصانع ختزى كومنينوس ,1810 .(ملحوظة : ختزى كومنينوس بمعنى الحاج أو المقدس كومنينوس ). بينما توجد في الجهة الجنوبية من حامل الأيقونات,فوق بابه الجنوبي ,توجد العبارة التالية :” تم رسم وزخرفة حامل الأيقونات هذا على نفقة قدس متروبوليت فيلادلفيا كيريوس ذيونيسيوس ,وقدس الأب يواكيم البيزنطي ,كمراسى سابقاً ,عام 1839. وتوجد داخل الهيكل المقدس العبارة التالية: ” بطريرك القدس بوليكاربوس 1818 “. أخيراً ,خارج الباب الشمالي للكاثوليكون نقشت العبارة التالي :” عام 1631 ,في شهر أغسطس ,جدد الدرج الحالي بناء على رغبة قدس الأب الراهب كيريوس أنانياس (حنانيا)”.

في الهيكل المقدس الفسيح,عند المائدة المقدسة , توجد مقاعد رخامية ,يتوسطها العرش البطريركي ,حيث يجلس رجال الكليروس من بطريركية القدس , أثناء الأعياد الرسمية والقداسات الاحتفالية .حول المائدة المقدسة وموائد التقديم توجد النصوص التالية : “اغسل يداى بالنقاوة – كأس أسكرني _ أيها النور البهي –قدوس, قدوس , قدوس , رب صاباؤت – بتسبيح الظفر مرنمين “.

توجد على جانبي  الهيكل المقدس سلالم حجرية تصل الى الجلجثة والأروقة,خلف حامل الأيقونات الكبير . يوجد هنا مركز الحياة الطقسية الأرثوذكسية , داخل كنيسة القيامة , ويعد هذا المكان , بالاضافة الى القبر المقدس والجلجثة , أقدس أماكن الكنيسة ,الذي يشمل على مزارات دينية أخرى وحيدة وموقرة . هنا يقام قداس الأحد , الصلوات البطريركية وعلى رأسها صلاة أحد القيامة , وكذلك صلوات الأعياد الوطنية وعيد اسم بطريرك القدس .